دليل ريادة الاعمال

دليل ريادة الاعمال

احتراف المؤسسات وأبعادها

بشكل عام تصنف الشركات الناشئة في البداية ضمن الشركات الصغيرة والمتوسطة, ومن الطبيعي أن يديرها ويتحكم بها المؤسسون وعائلاتهم في أيامها الأولى. ولكن استمرار هذا الوضع في المستقبل يسبب بعض المشاكل وقد يمنع الشركة من الوصول إلى الحجم الذي يمكنها من الحصول على المزايا المذكورة سابقاً. المؤشرات النموذجية لهذا الوضع هي التعسف في عمليات صنع القرار في المؤسسة, قلة أو عدم تنفيذ القواعد المكتوبة, عدم اليقين و / أو التغييرات المتكررة في الأهداف, غياب و / أو عدم التناسق في تقسيم العمالة, عدم التواصل الفعال وعدم الإشراف, أو عدم تنفيذ الإجراءات التصحيحية بناءً على النتائج, حتى لو تم ذلك. يتم تفسير هذه المؤشرات على أنها مؤشرات تدل على وجود مشكلة تتمثل في عدم احترافية المؤسسة.

الاحترافية, كما هو مفهوم بشكل عام, لا تقتصر على إضفاء الطابع الرسمي وتوظيف المدراء من خارج الأسرة, وإنما يعتبر أيضاً إنشاء هياكل حكم فعالة مثل المجالس التنفيذية, إنشاء هيكل تنظيمي عقلاني وتحليلي ورسمي, اللامركزية في صنع القرار, إنشاء آليات رسمية للرقابة المالية, وإنشاء أنظمة رسمية لمراقبة الموارد البشرية أيضا من ضمن الاحترافية. في هذا السياق, هناك ستة أبعاد للإدارة المحترفة وهي طريقة الحكم في الشركات, المشاركة من خارج الأسرة في الحكم, إضفاء الطابع الرسمي وتقسيم المهام, المشاركة في صنع القرار, ووجود أنظمة للرقابة المالية وإدارة الموارد البشرية (Dekker et al., 2013; Stewart & Hitt, 2012). تم التأكيد على بعض هذه الأبعاد في فصول أخرى من هذه الكتيب, وفي هذا القسم سيتم دراسة الأبعاد المتبقية وهي إضفاء الطابع الرسمي, تقسيم المهام, المشاركة في صنع القرار وإدارة الموارد البشرية.